صحيفة صدى الحجاز
أنشغلنا بِالنِّعَم
والهتنا الْحَيَاة انغمسنا فِي ملذاتها
عِنْدَمَا قلبنا الْآيَات
فزللنا الطَّرِيق
عِنْدَمَا أوكلت تَرْبِيَة صَغِيرَنَا للأجهزة . .
و فَتَّانًا بَيْنَنَا مُغْتَرِب يَطُوف الْعَالِم بِالأَجْهِزَة . .
وَالْأُمَّ فِي غَرَفَات الأَجْهِزَة تَسَابَق الموضات وتدردش هُنَا وَهُنَاكَ وَرَاء الشُّهْرَة سَاعِيه . .
وَأَبَا غَيَّب فِي غِيَابِهِ الْجُبّ فَهُوَ عَنْ الْوَظَائِفِ لَاهِيًا . .
صَيِّرْنَا الْحَيَاة لَهْوًا وَلَعِبًا وصيرتنا الْحَيَاة عَبِيدًا طَائِعِين . .
نسابق وَنَتَسابق وننام ونصحى والأهداف وَاهِيَةٌ . .
الْعَالِم أَجْمَع مَشْغُولٌ بِالْمَادَّة
وَكَانَا مُخَلَّدُون ! !
نرسم أَحْلَامًا ونخطط لأهداف
وعقولنا فِي الظَّلاَل قابعه . .
مِن يَنْصَح مَنْ وَمَنْ يستوقف مِنْ
أَنْت الظَّمْآنِ وستظل لاهِثا ! ! !
وَجَاءَت رَسَائِل اللَّه ! ! !
تستوقفنا لتنتشلنا مِنْ ذَلِكَ السُّبَات الَّذِي طَالَ أَمَدَّه . .
كَوَارِث ، أَمْرَاض ، أوبئة . .
تَذَكَّرْت مَعَ هَذَا الْمَرَضِ الَّذِي أفزعنا
قِصَّةِ بَنِي إسْرَائِيلَ عِنْدَمَا أَرْسَلَ اللَّهُ لَهُمْ الْآيَات تِبَاعا لَعَلَّهُم يَعُودُون فَأَرْسَل لَهُم الطُّوفَان ، وَالْجَرَاد ، وَالْقَمْل ، وَالدَّم ، آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ . .
وَهَا نَحْنُ الْيَوْمَ أَمَامَ آيَةً مِنْ آيَاتِ اللَّهِ . .
أَمَامَ أَصْغَر مَخْلُوقَاتِه شيئاً لَا يَرَى بِالْعَيْن الْمُجَرَّدة . .
وَمَعَ ذَلِكَ اُنْظُرُوا إلَى الْكُمّ الْهَائِل مِنْ الْأَحْدَاثِ الَّتِي تَسَبَّبَ بِهَا مِنْ مَوْتِ وَخَوْف وَفَزَع وَهلَع وَفِرَاقٌ . .
هَل خَطَرَ فِي ذِهْنِك ذَاتَ يَوْمٍ أَنْ تَلْتَزِمَ مَنْزِلِك ؟ !
وَلَا تُزَاوِل عَمَلُك ؟ !
وَلَا تتلمس وَجْهَك ؟ !
وَلَا تَصَافَح صَدِيقِك ؟ !
وَلَا تُجِيبُ دَاعِيًا ؟ !
وَلَا تواسي حَزِينًا ؟ !
أَنْظُرُ إِلَى قُدْرَةِ اللَّهُ . .
وَالْآن مَاذَا ؟ ؟ ؟
تَسَاوَت الكُرَةِ الأرْضِيَّةِ مِنْ مَغْرِبِهَا لمشرقها فِي مخاوفها فِي الْمَهَا ولاتحمل إلَّا هُمَا وهاجسا وَاحِدًا
تَرَكْت الِاقْتِصَاد وَالْحُرُوب وَأَصْبَح شَغْلِهَا الشَّاغِل فيروسا أَعْجَز عُلَمَائِهَا وارهق أطبائها فَلَا تَرَى الْبُلْدَان إلَّا بَيْنَ مستنفر ومكتوف الْأَيْدِي مُتَحَيِّرٌ وَالْجَمِيع عَلَى قَدَمِ وَسَاقٍ يُبْحَث وَيُفَكِّر . .
وَصَدَقَ اللَّهُ حِينَ قَالَ : ( وَإِن يسلبهم الذُّبَاب شيئاً لَا يستنقذوه مِنْهُ ضِعْفُ الطَّالِب والمطلوب)
لَعَلَّنَا نَتَعَلَّم الدَّرْس جَيِّدًا لَعَلَّنَا نَعْي تِلْكَ الرِّسَالَةِ الْعَظِيمَةِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ
مَهْمَا بَلَغَنَا مِنْ الْعِلْمِ وَالتَّقَدُّم نَحْنُ لَا شَيّ إمَام قُدْرَتِه . .
و أَنَّ الْعَبْدَ عِنْدَمَا تُنْسِيه الْحَيَاة سَبَبُ وُجُودِهِ فِي الْحَيَاةِ وَيَتَفَرَّق فِي طرقاتها راكضا فِي السَّرَاب وَلِأَجْل سَرَابٌ . .
يَشْتاق اللَّه لِسَمَاع صَوْت عَبْدِه ومنجاته فَيُرْسِل عَلَيْه الْمِحَن لتعيده لخالقه ليتضرع لَيَسْتَغْفِر لِيَتُوب وَيَلُح أَمَامَ بَابِ النَّجَاة الْوَحِيد . .
أ آن لَنَا أَنْ يَنْتَصِبَ كُلٌّ مِنَّا فِي مَكَانِهِ الصَّحِيح ؟ !
لِتَعُود حَتَّى تَنْشِئَة الجِيل تَنْشِئَة سَوِيَّة تَخَافَ اللَّهَ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً
وَيُفْهَم كُلٌّ مِنَّا وَظِيفَتِه فِي الْحَيَاةِ
ونستمسك بِحَبْلِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ
رُبَّمَا ! !