بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الأحد, 27 ابرايل 2025 08:14 صباحًا 0 223 0
شخصية السيجما صعود المفهوم في عصر التواصل
شخصية السيجما صعود المفهوم في عصر التواصل

 

الكاتب ـ المستشار أنس محمد الجعوان


 

انتشر مصطلح “السيجما” منذ مطلع العقد الجاري كمصطلح يصف الرجل الفرداني الذي يتجنب التسلسل الهرمي الإجتماعي التقليدي، ولا يسعى لإثبات التفوق عبر الهيمنة أو الإطراء عبر التبعية. على منصّة “تيك توك” وحدها، تجاوز عدد المشاهدات تحت وسم #sigma أكثر من 90.9 مليار مشاهدة حتى مارس 2025، مما يعكس حجم الإهتمام الشابّ بهذا النمط من الشخصية .

فما هي شخصية السيجما؟

تعرف شخصية السيجما بأنها مزيج من الإنطواء والثقة بالنفس، تميل للإنعزال الإختياري، وتفضل حرية التصرف على الكنف الإجتماعي. لا يبحث “السيجما” عن الأضواء، بل يعتمد على تأثيره الهادئ وحضوره الغامض لفرض احترامه بين الآخرين .

ولكي نعرف الجذور التاريخية للأرشيف

ظهر أول تعريف لمصطلح “Sigma Male” في عام 2010 على يد الكاتب ومدوّن الإنترنت ثيودور روبرت بيل “فوكس داي” (Vox Day)، وركّز حينها على وصف “السيجما” بأنه من يرفض المشاركة في اللعبة الإجتماعية لكنه يحقق النجاح بذاته . ومع تفاقم النقاشات في ثقافة “مانوسفير” (manosphere)، تكرّرت الإشارات للمصطلح حتى انتشر على نطاق واسع في وسائل التواصل.

 

أما السمات النفسية والسلوكية فهي:

 1. الإستقلالية العالية: يفضّل “السيجما” إدارة حياته وفق خططه الخاصة دون تدخل خارجي.

 2. الإنطواء الإيجابي: يستمد طاقته من العزلة ويجد فيها فرصة للتفكير العميق.

 3. الثقة المكتفية ذاتياً: لا يحتاج إلى ثناء أو تقدير الآخرين لتأكيد قيمته.

 4. التفكير الإستراتيجي: يخطط خطواته بعيدًا عن الضوضاء الإجتماعية .

 

وبرز “السيجما” في شخصيات سينمائية تُجسّد طابع “الذئب المنعزل” مثل جون ويك وباتمان، وحتى باتريك بيتمان في «أميريكان بسيكو» ونيو في «المصفوفة»، إضافة إلى أبطال أفلام كلاينت إيستوود مثل «ديرتي هاري» وتوني مونتانا في «سكارفيس» .

وقد رُوّج لمفهوم “Sigma Grindset” الذي يحث على الانضباط الشديد للعمل الفردي وتحقيق النجاح المادي بسرعة، وانتشر في مجموعات تيك توك وريديت، حتى اعتُبِر رمزيًا لمقاومة الضغوط الإجتماعية التقليدية .

ويرى بعض الخبراء أن تصنيف الشخصيات إلى “سيجما” أو “ألفا” أو “بيتا” مبني على أسس غير علمية وتفتقر إلى دلائل تجريبية واضحة، وقد يروّج لعزلة مبالغ فيها تحت غطاء الإستقلالية. ففي مقال فوربس 2021 وُصف “السيجما” بأنه انطوائي ألفا يتيح للبعض مبررًا نفسيًا للرومانسية المفرطة للوحدة، مع غياب اعتراف بالأضرار المحتملة على الصحة النفسية والإجتماعية .

ويبقى مفهوم “شخصية السيجما” جزءًا من ثقافة الإنترنت التي تبحث عن تصنيفات سريعة للذات والعلاقات. وما بين التشويق بأفكار الإستقلالية وإغراء عزلة السخرية، يحتاج الفرد أولاً إلى التوازن الواعي بين الحرية الشخصية والإرتباط الإجتماعي، بعيدًا عن الإنكفاء المطلق أو التبعيات اللاعقلانية.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

ابراهيم حكمي
مدير التسويق والنشر
المدير الفني للموقع ومدير النشر

شارك وارسل تعليق