خير الناس أنفعهم للناس 

أتساءل إذ تصدمنا التجارب  بماهية أحاسيس أو كنه مشاعر بعض أناس جعلوا من أنفسهم حجر عثرة في سبيل العابرين،  أو بثرة مزعجة على صفحة بشرة تشوه جمال الأشياء .
وقد جاء في حكم الإمام الشافعي رحمه الله ما يصف حال من جعلت لديه حاجات الناس فيقضيها ، وما لهذا من فضل ومزية يمنحها الله الخُلص من عباده .
و على النقيض من ذلك  ندرك أن من حرم هذه الخصال هو ليس بفاضل، ولا من أفضل الخلق ،وليس له من الفضل شيئا .
قال الإمام الشافعي:
الناس بالناس مادام الحياء بهم
والسعد لاشك تارات وهبات
وأفضل الناس مابين الورى رجل
تقضى على يده للناس حاجات
لاتمنعن يد المعروف عن أحد
مادمت مقتدرا فالسعد تارات
وأشكر فضائل صنع الله إذ جعلت
إليك لا لك عند الناس حاجات
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات

ولست أدري حقيقة 
فهل علم ذاك  الذي حسب أن بمقعده على كرسي الوظيفة قد ملك العالم. فيتحكم بمصائر الخلق؟!  يعطل هذا و يبدد جهد ذاك ، و يستغل حاجة الناس و يؤخرها فقط ليشعر أنه شخص ذو أهمية ؟!
وهل أدرك أنه لن يكون أفضل للناس بسوء فعله
و أنه سيحمل وزر عمله ويكتسب سخط الناس عليه ما حيي وإن مات سيتنفس الناس الصعداء ولن يذكروه بخير؟؟
أية نفسية تلك التي يكون عليها هو ذاك الذي يطلب الوظيفة ، لا لمنفعة يحققها لمجتمعه و لا لوطنه و لا لأمته،  فقط بارتقاب مرتب آخر الشهر دون أن يسجل له انجازا  من مهام منوطة به ،  أو تطويرا في أداء أو نفعا لمسلم أو فائدة للوطن.
أمثال هؤلاء حشرات تنمو على امتصاص دم الناس  تتكاثر في الظلام  وتموت في الظلام لا أسف عليهم .

جمال بنت عبد الله السعدي