الحج .. مواسم الخيرات تهل...

قال تعالى :(وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ، لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ( سورة الحج آية 27- 28) 
في هذا الموسم تجتمع الأفئدة على قلب واحد   وتلهج الألسن بالتكبير  للعلي القدير، و تتنامى مشاعر الإيمان والشوق للجنان ولرضى الرحمن،  حتى وإن لم يتيسر للمسلم أداء الفريضة .
 فالحج فريضة من الله عز وجل وركن من أركان الإسلام ومن التيسير على العباد جُعل لمرة واحدة بالعمر ولمن استطاع إليه سبيلا .
والحج دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام  ودعاؤه الذي استجاب له الرحمن . 
قال تعالى:
(رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)[إبراهيم: 37] وقوله تعالى :(رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ)[البقرة:126]
وكل عام تشهد بلاد الحرمين الشريفين تزايدا كبيرا بعدد الحجيج و يشهدوا تغيرا وتطويرا وتحديثا في كافة الخدمات والمرافق التي تسهل لهم اداء مناسكهم براحة وأمن وأمان.
إذ تُسخٌر المملكة العربية السعودية كل الإمكانيات وتجنٌد جميع الجهات طاقاتها المادية والبشرية لتسهيل أداء المناسك على مدار الساعة، عدا عن ترحاب أهالي الحرمين الشريفين منذ طلائع وفود الحجاج  في التنافس بينهم و التسارع لخدمتهم بحب وبشاشة .. كيف لا وهم ضيوف الرحمن .
ومما يثلج الصدر هذا التطور الكبير الذي جعل في الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام  كقطار الحرمين الذي سهل التنقل ببن المدينتين المقدستين  مكة المكرمة والمدينة المنورة مرورا بجدة ، و  مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي  بالمدينة المنورة و الذي يستقبل الرحلات  من جميع انحاء العالم  .
ولا ننسى الفرق العاملة بالحج من المتطوعين والكشافة  والخدمات الطبية  المجانية والمرشدين والمطوفين وفي مقدمة كل ذلك قوات الأمن والشرطة لتوفر أمن وسلامة الحجيج  .
ومما يبهج الروح أن المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا على قلب واحد تقوم بهذا العمل بكل الفخر والاعتزاز  مستشعرة فضل الله ومنته على ما منحه الله لبلادنا من قدرة وامكانيات تسخرها لخدمة الحرمين الشريفين توسعة و تطويرا  و لحجاج بيت الله الحرام  تيسيرا وتقديرا .
حفظ الله بلادنا و ولاة أمرنا وجزاهم عن المسلمين كل خير ،  وأدام علينا نعم الأمن والأمان وتقبل الله سعي الحجيج و أعادهم لبلادهم سالمين وغانمين...

جمال بنت عبد الله السعدي