بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الاربعاء, 16 يناير 2019 07:28 مساءً 0 808 0
نحن مختلفون ،مُختلفون جدا
نحن مختلفون ،مُختلفون جدا

" ‬نحنُ مختلفون، مُختلفون جداً ‫".‬

الكاتبة /ريناد مقدم


مؤخراً، اعتقد أن البعض شَهد حركة رائعة داخل مجتمعنا السعودي نحو القراءة.
لا أملك أي احصائية حديثة للأسف الشديد ولكن نستطيع أن نلحظ ازدياد وعي الشعب بأهميّة ،
جالقراءة .
يأتي إليه بعض الاصدقاء الشغوفين للقراءة، المتعطشين للأنهماك في عالم الكتب و لقراءة اعداد مهوولة ايضاً ! و أول ما يطرحه على هؤولاء الاصدقاء، سؤال " اقترحي لي بعض الكتب " .
لا أعلم، هل أنا وحدي من أقف مُحنّطة بلا أي جواب لعدة ثواني تكاد أن تُصبح دقائق و رُبما سنوات ! محاولة ايجاد أفضل الكتب لقارئ شغوف مُبتدئ ؟

عزيزي المُستجد في عالم القراءة، لا يوجد أفضل الكتب، بل يوجد ما تُريد" أنت " من هذه الكُتب .
أنا لا أملك ادنى فكرة حول رغبتك! اختلافنا قد يجعل اقتراحاتي لك تُبعدك عن عالم القراءة، أو قد تُصيبك بإحباط.

اتخاذك لخطوتك الأولى للخوض في القراءة، مُهمة جداً، فلذلك يجب أن تبدأ بما يستهويك، أو شيء يزيد من وعيك تجاه قضيّة معينة، أو البحث عن اجابة لأحد تساؤولاتك ! 

في السابق، كان حين يطلب مني شخص توصيات لكُتب، لا اتردد في الإجابة و أبدأ بالتفكير و مراجعة الكُتب بشكل عشوائي في ذهني فقط لأُجيبه، لا يُهمني ما يُريد و ماهي الكتب التي ستُضيف قيمة جديدة لحياته، أو ما هي حاجته للقراءة في الأساس ! 
و في أحد المرات عرضت على صديقتي اسماء لبعض الكتب في التاريخ و آخر في الفلسفة تبعاً لسؤالها المُعتاد " ماذا اقرأ ؟
و لم تاخذ رأيي بعد هذه الإقتراحات.
و منذ ذلك الوقت و أنا اقرأ بيني و بين نفسي.
و في الحقيقه أنا كقارئه، لم اقرأ كتاباً لم يُعجبني قط، فكُل كتاب اقرأه لابُد أن أُعجب ولو بجُملة واحدة على الأقل ، قد تكون هذه الجملة سبيلاً لإطلاق العنان لعقلي .

اختلاف الناس و اذواقهم تُفاجئني بشكل عجيب، تجعلني اوقن بأن الاختلاف هو الأمر الطبيعي و ليس الأفكار المشتركة.

و من باب الاستطلاع، سألت صديقتي عن معاييرها الخاصة في اقتناء الكتب، أول ما تطرَقَت له كان شكل الغلاف! و هو آخر ما أُفكر به أنا شخصياً! 
لدرجة أنها قامت بشراء عدة كُتب لا تعلم شيء عن محتواها، فقط كان الشكل هو المعيار الوحيد ! 
و من ثُم تطرَقت لباقي المعايير، و كان من ضمنها " الاهداء و عدد الطبعات و احتواء الكتاب على رسومات " ! 

نحنُ مختلفون، مُختلفون جداً، فلا نتشارك في أي معيار !

تذكرت قول احد المُغردين على تويتر، " لا أعترف بالمُسميات و الفروق بين البشر " أخذت أفكر في العبارة، ولا أُخفيكم أنني ما زلت أفكر! 
فكيف لا تؤمن بالمُسميات التي نحنُ مُجبرين على التحيُّز لأحدها‫، هكذا هي المُجتمعات، مجموعات و تحزُّبات و فُرُق .‬

الحديث في هذا الصدد يطول جداً، و له فروع كثيرة ايضاً، ولكن احب أن انوّه لأهم القواعد في هذا المجال .
القاعده الأولى: لا تُصدّق كُل ما تقرأ .
القاعدة الثانية: كُن صاحب مبدأ و قس على مبادئك الأفكار التي قد تواجهك، فلا تاخذ جميع الأفكار المقروءة محمل الجد.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

حنين مسلماني
كاتب وناشر
محررة وناشرة

شارك وارسل تعليق