وطني يزهو بتسعين الكمال والتمام

أيا أُترجة النقاء وعمق الصفاء ومرتع الأنقياء وجوهر الفصحاء والبُلغاء.

أيا وطن ينبض بالدفء وحب متسامي وبُعد أدبي وثقافي وإجتماعي، جعل الساكن فيه ألماساً وهاجاً وقمراً منيراً وبلسماً وعبيراً.

حق على كل حرف أن يتصل بأخيه وكلَّ كلمةٍ أن تجاور شقيقتها وأن يعلو بناء التراكيب اللفظية والتعبيرية وفق مسيرة صرفية نحوية،شعارها قائد كيان الوطن خادم لأقدس بيتين مكي ومديني، وشعب خادم لقادته متأخياً في تعاملاته وحانيا في تصرفاته ومشرقاً في قناعاته ومحمدي في أخلاقه.

أبعد حب الوطن في الهجرة النبوية كناية واستعارة أم هل بعد أفصح من نطق بالضاد -صلى الله عليه وسلم - حنينا وولاء؟!

وطننا له عبق وأريج ونفح وبهيج وتاريخ مجيد وعشق تليد.

راجعت نفسي ملياً باحثة عن تلك الشرارة التي جعلتني أنطلق في حب الوطن وأبحر في التغني بعشقه، وبعد مضنية من البحث وجدت أطفالي قد تلونت وجوههم الطاهرة باللون الأخضر وأكفهم اليانعة بملصقات الوطن، عندها علمت حقاً بأن الوطن له حب قد تجاوز أفئدتنا وتجذر في جيناتنا فنحن نعشق الوطن ونحبه ونواليه من قبل أن ترى أعيننا النور بل ومن قبل أن تنفخ فينا الروح مذ أن كنا مُضغاً نشأت على حب وولاء الوطن.

الكاتبة / مها العتيبي