وامتلأ عالمنا بالمهرجين

وصلنا في زمننا هذا إلى قمة التطور والحضارة وتعددت وسائل الاتصال والقنوات في عالم انفتح فيه العديد من النوافذ الفضائية ولم يعد لحياتنا مذاقها الذي كان قبل أن تغزونا معلومات لا تتوقف، سياسية واجتماعية منوعة نتلقاها على مدار الساعة. فَعقولنا بدلَ أن تبدع توقفت أصبحت فقط تتلقى مع تضليل ما نتلقاه من كتابات وفيديوهات وغيرها وهنا اتسعت رقعة المعرفة الجاهلة وأتاحت المواقع للبعض نشر السذاجة من خلال الأفكار والمنشورات والفيديوهات الغبية وامتلأ عالمنا مهرجين يمتطون الحديث عن قضايا الناس الكبرى ويصدُق فيهم حديث من لا ينطق عن الهوى عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم: "سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتٌ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ 
قَالَ: الرَّجُلُ التَّافِهُ يَنْطِقُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ ".
أصبحنا نعيش بغابة لا مستقبل لها 
ما أحوجنا اليوم إلى أقلام صادقة وعقول منفتحة لا تخضع للشهرة الكاذبة وبيع الضمير، بقينا نعيش في عالم الزيف واعتلاء الرويبضة للمنابر واستفحال الجهل، لقد أصبح واجبًا على الجميع إنقاذ هذا الجيل ومن سيأتي بعده.   

الكاتب /ابراهيم ال سليمان الثقفي