العنوان : شغفي في القراءة صنع العالم الأكبر في أسطورة النجمة الثمانية .
حوار - الكاتبة والإعلامية / زينب الجهني
في صحيفة صدى الحجاز نحلق في سماء الأدب والفن
مع الإعلامية زينب الجهني في فقرة
أجنحة و كتب مع ضيف اليوم الكاتب مؤيد أبو علي من السعودية مؤلف رواية "أسطورة النجمة الثمانية" والتي ترجمت مؤخرا للغة الإنجليزية .
*في البداية أستاذة مؤيد مرحبا بك معنا في صحيفة صدى الحجاز و نريد أن نتعرف على الجانب الإنساني في شخصيتك ؟
-أهلا و سهلا و يا مرحبا ، أتشرف بتواجدي معكم حقيقي وأكون ضيف خفيف على قلوبكم ، كل إنسان له جانب إنساني تتربى في شخصيته منذ الصغر ، تتلمذت على يدي أمي على الجود و الكرم وحب المبادرة والمساعدة ، زرعت و غرست معنى الطيبة و الوفاء الجميل ، فأكثر ما تجدوه بشخصيتي هي حب مساعدة الغير و لو بكلمة إيجابية تترك أثرا بالمستقبل .
*بالحديث عن إصدارك حدثنا أولا عن شغفك في الكتابة .
-بداية كان لدي خيال خصب و تتلمذت على قصص أخي الكبير قبل خلودي للنوم ، فكانت الكتابة مستوى عميق لا يحفز إلا بالخيال و القراءة ، فبدأتُ أنظرُ لأختي و هي تقرأ القصص المصرية للجيب كـ ( ماوراء الطبيعة ) و ( الرجل المستحيل ) ، فبدأت عدوى القراءة تُلاحقني فبدأت بقراءة الأجزاء و السلسلة حتى بدأ عقلي يتحفز للكتابة ، حينها بدأتُ أكتبُ يومياتي البسيطة ثم كتابة قصص قصيرة و هكذا استمرت مسيرة الكتابة ثم كتبت قصص مسرحية طبقتها ببعض مراحل الدراسة و الجامعة .
*كوني قرأت إصدارك والذي استمعت به جدا أخبر القراء
عنه بنبذة تشويقية لتحفيزهم لقراءته .
-الرواية تتحدث عن أسطورة قديمة وجدت منذ قديم الأزل بداخل جوهر الإنسان ، يكتشفها طبيب نفسي ، لها فلسفتها العميقة بداخله ، وأن العالم لا يخلوا أبدا من الأخطاء، وأن لكل منا جانبه المظلم ، تعتمد الفلسفة كيف يتسامح مع ظلامه الخاص ليخلق توازنه داخلي ، ولكن رجل الظل ينوي الإنتقام من جديد ليسطر على العالم الأكبر ذلك العالم الخفي بداخل الطبيب ، فكوّن لنفسه جنود ، و مملكة خاصة مليئة بالوحوش ليسيطر على المملكة ، و منها على العالم الخارجي فهل سيستطيع الطبيب هزيمة رجل الظل و رجال هيئة الظلام من السيطرة على عالمه الأكبر و على العالم أجمع ؟ وكيف سيحرر الملكة من قيود رجل الظل ويحارب وحوشه و جنوده ؟ هل رح تكتمل فلسفة النجمة الثُمانية بسلام أم ستدفن الأسطورة الي الأبد ؟
*أستاذ مؤيد حدثنا بشكل مفصل عن الجانب الفلسفي والنفسي في الرواية .
-كان الجانب الفلسفي و السلوكي الذي ابتكرته بطريقة سلسة وبسيطة أخذت عليها حقوق من وزارة الإعلام بروايتي ، أن الإنسان له تخبطات وجدانية يشعر بها بقلبه ، وأن هذه العوامل تتأثر على حسب المحيط و التربية فيتأثر مكنونه الإنساني : كالعقل و الجسد و الروح ثم القلب إذا أستطاع الإنسان أن يوزن عقله بالعلم / وجسده بالصحة / وقلبه باللين / و روحه بالتأمل و العبادة يستطيع حينها أن يحارب كل شياطين ذاتُه وكل من يحبط في مشاعره ويدخله في دوامة التشكيك بقدراته الخارقة ، لكل منا قدرة عجيبة خارقة كالموهبة، ميزها الله سبحانه و تعالى لكل الناس ، فالبصمة الإبداعية لا تخرج إلا بالمثابرة .
*من يقرأ الرواية سيخرج منها بعدة فوائد مهمة و متنوعة هل بإمكانك أن تخبرنا عن طريقة دمج السرد والأحداث بالفوائد العلمية خاصة ؟
-الرواية كانت فيها محاكاة للقارئ بأن يستمع ما يدور بخلد الطبيب النفسي بعقله ، وليس هذا فقط بل كان صيغة الكتابة كانت كحديث النفس فالطبيب يتحدثُ معك تارة وتارة يدخلك في قلب و مجريات الأحداث التي يواجهها ، هذه الوتيرة جعلت القراء يشعرون بأن الطبيب يشعر ما يشعرون به من مشاكل و مشاعر متضاربة يمرون بها .
*وجدت في روايتك شخصية واحدة وهي البطل و لكن قلمك المميز خلق عدة شخصيات من روح ونفس البطل ، سؤالي هل من أحد أهدافك جعل القارئ أن يتوجه إلى البحث في نفسه والأسرار والقدرات المخبئة داخله ؟
-بالطبع أحد أهدافي هي تحفيز القارئ في عقله اللاواعي بطريقة غير مباشرة أن يبحث ما يدور بخلد الإنسان، أضعُ بين السطور كلمات إجابية و محفزة من مصادر علمية تجعله يشغل عقله ، لأن الإنسان بطبيعة خلقهِ مبدع ، يحتاج فقط محفزات و معلومات يدركها بعقله ليصل لمرحلة الإلهام و التفكير ، أغلب المبدعين كانوا ذو مواهب فذة صُقلت بالبحث و التجارب ، وكان أول محفز لهم القراءة ، والكثير الكثير طُمست مواهبهم لأنهم لم يدركوا القراءة و الإستماع لخبرات الناس و الحياة .
*مما أثار إعجابي في الرواية هي كمية المعلومات المهمة في مختلف المجالات وبساطة اللغة المستخدمة في السرد وعمق الفكرة ، هل تعمدت ذلك للإيصال أفكار محتوى الرواية بشكل أوضح وخاصة أن القراء من مختلف الفئات العمرية والفكرية أيضا ؟
-نعم كان هدفي هو مختلف الفئات العمرية لأنه القراءة حقٌ على الجميع ، بالرغم إني خصصتُ هذه الرواية لذوي الشباب الناشئين ، لتبني شخصياتهم على البحث/ و البطولة/ ومعنى الحب .
*كم من الوقت أخذت منك هذه الرواية في الكتابة ؟
-حقيقة أخذت الرواية مني من ٨ الى ٩ سنوات كانت بدايتها مسرحية كتبت سنة ٢٠١٠م نالت إعجاب الكل فقررت أن تكون مسلسل باليوتيوب ، لم تكتمل بالصورة المناسبة بالتصوير ، فقررت أن تكون رواية ، ومنذ ذلك الوقت الي أن أصبحت و أخيرا بمتناول الجميع .
*هل هناك تصنيف عمري محدد لقراءة روايتك ؟
-الرواية لها حقبات زمنية مختلفة في الإنتقال فالمعلومات في دسمة مع تشويق و غموض في بعض الأحداث لذلك أرشح إنها تكون الأعمار فوق ١٥ سنة للقراءة مع حضور الوالدين حتى يحاولوا الإجابة على تساؤلاتهم ، بالرغم من هذا حدث وأن خاطبتني فتاة بعمر ١٢ سنة عجبتها الرواية وتعلمت منها الكثير ، بحكم الجيل الصاعد الآن عقلياتهم أصبحت ناضجة وخصبة .
*هل لاقت روايتك القبول والنقد التي تستحقه برأيك ؟
-روايتي أصبحت لها شهرة بالخفاء من قبل خارج نطاق الميديا و شهرتها الكبيرة الآن ، يكفيني أراء و تقييم القراء التي تصلني بالبريد و على الميديا خصوصا بتوتر و انستغرام .
*ماهي أصعب الحروب التي قد يخوضها الإنسان في رأيك أستاذ مؤيد ؟
-أصعب الحروب و الصراعات التي يواجهها الإنسان هي نفسه ، النفس هو العدو الخفي بالمقام الأول ، على الإنسان أن يشتغل على ذاته و يطورها ويتجنب الوحدة اذا لم يكن جاهز للمواجهة لا تكون عاطل بل أعمل لأجل نفسك و طورها ، من المقولات التي عجبتني ( اليد العاطلة عن العمل تصبح لعبة في يد الشيطان ) .
*بالنظر إلى روايتك هي مزيج من العلوم المختلفة وما ظهر جليا جانب تطوير الذات حدثنا عن هذا الجانب بشكل عام في الرواية .
-الرواية فعلا مزيج بأفكار سلوكية وعن علم الذات بشكل مبسط و ممتع بطريقة روائية تستحق القراءة ، بحيث إنها لا تكون مملة ويكفي بأن في الرواية قصة حب جميلة ذو هدف راق وختامها مسك .
*هل هناك جزء ثاني للرواية أو سلسلة روايات تقدم نفس المحتوى بأفكار جديدة ؟
-نعم هناك جزء ثاني سيكون بشكل أوسع و القصة تكون أعمق ، ستعلمون حينها بأن هذا الجزء ليس إلا مقدمة لحدث أكبر فوق الخيال .
*في ختام الحوار نريد أن نعرف ماهي رسالتك للمجتمع ؟
-رسالتي لنفسي وللمجتمع أستمروا بالقراءة ، فهي مفتاح الخيال و تحفيز المواهب .
*كلمة أخيرة لك لقراء صحيفة صدى الحجاز .
-لا تستهينوا بمواهبكم حتى ولو كانت صغيرة فما يدريكم مالذي يخبئه لكم المستقبل من فرص و إنجازات عليكم بالتفكير بما هو لديكم الآن بين يدكم من مواهب ، وإذا حضر ذلك اليوم سوف تكونوا أسياد المواقف ، ولا تعرضوا مواهبكم إلى أناس سطحيين و مغفلين لا يقدروكم، الموهبة لا تقف على يد أحد ، أعرضوها على الناس أجمع ، لا تدري لعل نظرة مفكر يدعم موهبتك و فكرتك الغريبة ، الغرباء هم من ينجحون بأفكارهم المميزة وخيالهم الواسع ، تخيلوا و أبدعوا فأنتم المستقبل .
واشكر صحيفة صدى الحجاز لاعطائي هذه الفرصة للتواصل مع قُرائي الاعزاء وشكرا لك استاذة زينب على هذا الحوار الشيق ..