صحيفة صدى الحجاز 
 

اتوا إلينا جميعهم يحملون معهم أوراقًا وأقلامًا وجلسوا بيننا يكتبون كل الأحلام والأمنيات ويقولون لنا سوف نعمل ونجتهد وسوف تكون بلدتكم فيها كذا وكذا حتى تضاهي بلدان المناطق الأخرى ، فالشايب والعجوز  تمنوا قريةً و مستقبلًا لأولادهم وأهلهم ، والشاب تمنى صروحاً من المشاريع كالملاعب والمدارس والمستشفيات وغيرها ، والطفل تمنى حديقةً فيها العاب ..

كل اؤلئك تمنوا وأصحابنا يكتبون ويوعدون الناس بهذه الأشياء البسيطة وكذلك أشياء أكبر من ذلك وأفضل .. قالوا لهم غداً سنأتي لكم وتذهبون معنا وتنتخبونا حتى نمثلكم أمام المسؤولين ونتكلم بصوتكم وسوف يحققون لكم كل ما طلبتموه .. 
اتو اليهم في صبيحة اليوم التالي واخذوهم وذهبوا بهم لمكان الادلاء بالأصوات واختاروا فلانًا وفلانًا وكلهم ثقة في أنَ يحققوا تلك الأحلام والأمنيات ..

وعندما فازوا وضمنوا الكراسي بدت الإجتماعات في المكاتب المغلقة ووضعت كل تلك الأحلام والامنيات في أدارجٍ  محمكة وتم الحفظ ..

ضاع حلم الشايب والعجوز ..
ماتت واندفنت مشاريع الشباب ..
سقطت فرحة الاطفال ..

كلهم بل كلنا نتفرج ونحن صامتون 
وهم من وراء المكاتب على الكراسي 
يخططون للبقاء ويتناوبون عليها ..
( طلع فلان وجلس فلان ) 
نفس الأسم ونفس المنصب ونفس المكان 
كأن البلد لا يوجد بها الا هاذان ..

حتمًا سوف يضيع كل شىء .. 
لا أحلام ولا أمنيات أيها الشايب والعجوز 
لا مشاريع لكم أيها الشباب ولا هم يحزنون
لا يوجد لك أي حديقة فيها العاب أيها الطفل البريء .. ( المناصب والكراسي ) هي الحلم والأمنية والباقي ليس له قيمة أو منفعه ..

أود أنَ أسالكم سؤالاً ..
    •    هل شاهدتم يومًا ما طيلة أعماركم مسؤولًا أو مديرًا أو ضيفاً رفيع المستوى أو مقاولًا يتفقد قراكم من الداخل ويكتب ما يلاحظ ..؟؟

    •    هل شاهدتم مدير الكهرباء يتفقد الكهرباء ..؟
    •    هل شاهدتم مدير الشؤون الصحية يتفقد المستوصفات ..؟؟
    •    هل شاهدتم إدارة التعليم تتفقد مدارسها وطلابها ..؟؟
    •    هل شاهدتم رئيس البلدية يتفقد الشوارع الداخلية والاسواق والمحلات ..؟؟
    •    هل شاهدتم من وضعتم فيهم الثقة واخترتوهم في المجلس البلدي يتابعون ما وعدوكم به ..؟؟

طبعًا.. الجواب واضح لم تشاهدوا حتى سياراتهم المجانية ..

فعندما يموت أناس في حوادث مرورية بسبب شوارع متهالكة هرع المسؤولون وقفلوا الشارع ..

عندما يداهم مرضٌ الناس بسبب قلة الوعي هرع المسؤولون وعاقبوا الاطباء والممرضين..

عندما تسقط إحدى مظلات المدرسة بسبب خطأ مهندس ويموت طلاب أو طالبات هرع المسؤولون وقاموا باعفاء الطاقم الإداري ..

وهكذا تسير الأمور وتعالج في وقت وجيز ..
وبقي المسؤول على كرسي المسؤولية ..

    •    أيها القابعون وراء مكاتبكم دعوا مكاتبكم وكراسيكم وانزلوا إلى الناس واسمعوا لهم وقولوا لهم خيراً ونفذوا والا دعوا المكان لغيركم حتى يسمعوا وينفذوا ..( دعوا الكراسي تفتقدكم ) 

فالمكان الذي لا تجد نفسك فيه لا تجلس فيه ..

                          بقلم الكاتب
              خالد بن محمد أحمد ناشب
            الحد الجنوبي ..الطوال ..جازان