بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الأحد, 18 أغسطس 2019 01:52 صباحًا 0 749 0
هوس الإرسال ..
هوس الإرسال ..

هوس الإرسال ..

الكاتبة / فائزة الجهني 


لن يفوتك شيء في هذا الزمن ، و لن تحتاج لمتابعة التلفاز لتعرف الأخبار ، ستصلك وأنت في مكانك جميع الأخبار والأحداث الكبيرة والصغيرة ، الصحيحة والكاذبة والأغلب " السخيفة والتافهة " !

لقد بات من المألوف جداً أن تجد رسالة حتى " التافهة منها " وقد اجتاحت وسائل التواصل الإجتماعي ؛ الواتس أب ، سناب شات ، تويتر ، انستغرام .. إلى آخره. 

تفتح هذا التطبيق فتجد خبراً ، وتذهب لتطبيق آخر لتجد الخبر نفسه !

افتقدنا " الدهشة " عند سماع الأخبار ، وافتقدنا متعة البحث عن خبر ، افتقدنا إحساسنا وتأثرنا بما نسمع بسبب كثرة ما يصلنا من أخبار ونكتشف فيما بعد " أنها غير صحيحة "!

أكاد أجزم بأن الأغلب منّا قد وصلته رسالة ما من شخص وبعدها بدقائق وصلته رسالة أخرى تنفي وتكذّب هذا الخبر ، ومن نفس الشخص أحياناً !

هذا الشيء لا يدعو للسخرية لأنه صار أمراً مألوفاً جداً !
بل علينا أن نسخر من أنفسنا بسبب استمرارنا على هذا الحال ! 

" مجموعات الواتس أب " الرسائل فيها صارت متشابهة بالرغم من إختلاف الأعضاء واهتماماتهم ، ما تجده هنا ، تجده هناك ! لم تعد ذات قيمة إلاّ ما ندر منها !

" هوس الإرسال " والسباق في نشر الرسائل لجميع المجموعات ولكل من في قائمة جهات الإتصال صار شيئاً مهماً لدى البعض ! بل أصبح جزءاً من " روتينه " اليومي وعمله الذي يشعر بالسعادة لإنجازه ! 

ولا يهم نوع الرسائل ولا مضمونها ! المهم هو أن تستمر في الإرسال لتثبت للجميع أنك لا تزال على قيد الحياة  ! ومن لا يرسل سيُتهم بالتقصير وبأنه عضو " غير فعال " ولا فائدة منه !

إلى متى نستمر في هذا الهراء ؟ متى نتوقف ؟ 
هل سألت نفسك يوماً ؛ ما الذي سيحدث إذا لم أرسل هذه الرسائل ؟ هل سينتهي العالم وتتوقف الحياة إذا توقفت عن الإرسال  ؟ 

وهل تعلم أنه عندما تتوقف عن إرسال هذه الرسائل يوماً أو يومين تكون قد قدمت معروفاً لغيرك لأنك وفرّت له جزءاً من وقته ! 

الوقت صار يُسرق منّا دون أن نشعر بسبب هذا الكم الهائل من الرسائل ! و لو أننا قضينا ربع هذا الوقت في قراءة كتاب بدلاً من قراءة هذه الرسائل التافهة لكان أجدى وأنفع !

وفرّوا أوقاتكم ، وحافظوا على ما تبقى من عقولكم من هذا التشتت ! افتحوا كتاباً واستمتعوا ..

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق