بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الخميس, 14 مارس 2019 08:43 مساءً 0 385 0
مايجب أن نعرفه
مايجب أن نعرفه

مايجب أن نعرفه 


الكاتبة / عواطف الغامدي 


لعل الكثير من القصص والأساطير تتداول عن السبب في وجود يوم للمرأة ..ولماذا يوم للمرأة وليس هناك يوم للرجل؟! وهل تحتاج المرأة ليوم لتثبت فيه للعالم أنها موجودة وأن لها حقوق انتهكت ومزايا انتزعت وأنها مكمل للرجل وأنها نصف المجتمع وأنها مربية لكل المجتمع وأنها وأنها ...وللعودة لبداية حديثنا ..قصة من القصص التي تروى عن سبب وجود يوم للمرأة أنه في يوم الثامن من شهر مارس عام ١٩٠٨ ميلادي حين قامت عاملات في مصنع ملابس في مدينة نيويورك بالإحتجاج على ساعات العمل الطويلة التي يقضينها في العمل مع قلة الأجور في هذا العمل..ويقال أيضا أن هؤلاء النساء قام الجيش بإحراقهن جزاء على تمردهن.. وإذا كانت القصة قريبة من الواقع أو بعيدة فهي تشكل موروثاً يتناقل جيلاً وراء جيل عن اضطهاد المرأة وتعنيفها فقط لأنها تطالب بأبسط حقوقها ..والتعنيف ضد المرأة لازال موجودا في بعض المجتمعات مع اختلاف صوره وأشكاله ..لاتزال المرأة قي بعض المجتمعات للأسف الشديد  إنسانة مع وقف التنفيذ ..هناك سلسلة من الشروط والطلبات الكثيرة التي فرضها المجتمع عليها حتى تحصل على إنسانيتها وعلى حقها كمخلوق من أعظم المخلوقات ..لدرجة أن بعض المجتمعات لازالوا يعيبون تفوق المرأة على الرجل ويخافون منه ولا زالوا لا يفتخرون بتفوقها كما يفتخرون بتفوق الرجل ..وكأن الدنيا خلقت من أجل الرجل كدرجة أولى والمرأة كدرجة ثانية وربما ثالثة إلى آخره ..ولعل من واجبي أن أوضح أني لا أريد مساواة مع الرجل ..وليس من العقل أن أعقد مقارنة مع الرجل إلا إذا كنا نمارس نفس العمل ونفس المنصب ونفس الخبرة ونجد أفضلية للرجل عنا ...في تلك الحالة يحق لي طلب المساواة ..ولكن بصفة عامة نحن نختلف عن الرجال ..نحن لنا خصائص تختلف عن خصائص الرجل ..لسنا أقل ولا أفضل من الرجل ..نحن نوعين من المخلوقات يكمل بعضنا بعض لا أكثر ولا أقل..نحن نحمل رسالة الله في الأرض كخلفاء له كلٌ بما وهبه الله من مواصفات وقدرات وخصائص تمكنه من إعمار الأرض ..قال تعالى (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) وقال في موضع آخر(وجعلكم خلفاء في الأرض) لم يخصص رجلا أو أنثى ..كلاهما يدخل في هذا التكليف ..وإذا كان الرجل له الأفضلية في الدنيا !!! إذن لماذا العقاب والحساب والجزاء في الآخره متساويين ؟!لماذا لا يكون هناك بطاقات امتياز للرجل عن المرأة تؤهله للفرار من العقاب في الآخرة كما هو موجود في الدنيا هذه البطاقات التي تسمح له بما لا يُسمح للمرأة وتبيح له مايُحرّم على المرأة !؟ ولعلها كلمة حق يجب أن تقال أنه لا يوجد دين قد كرّم المرأة ورفع شأنها أكثر من الدين الإسلامي ...وكتب السيرة النبوية مليئة بالأحاديث التي تكرم المرأة وتوصي بهن خيرا ..وللأسف نجد ممن ينتمون لهذا الدين وبفكرهم القاصر ونظرتهم المحدودة وقلة فهمهم هو من بخس حقها وقلل من شأنها ..الكلام كثير فيما يخص هذا اليوم ولعلنا نقف وقفات توعوية في مقالات لاحقة لإعادة التوازن الكوني المتعلق بالمرأة والرجل كما أراده الله لنا أن يكون .

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق