بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الجمعة, 08 مارس 2019 05:15 مساءً 0 520 0
الإستثمار في رأس المال البشري
الإستثمار في رأس المال البشري

الإستثمار في رأس المال البشري

بقلم .د فيصل بن معيض السميري (الطموح)  

   
أثبتت  الدراسات والأبحاث العلمية أن التعليم والتدريب  استثمار في رأس المال البشري والذي  لا يقل أهمية عن الاستثمار في رأس المال الطبيعي ، بل  يفوقه خصوصا مع التقدم في التكنولوجيا والتقنية والتي تحتاج مهارات ومتطلبات خاصة  ، للتعامل معها مما يجعل التعليم والتدريب هما عنصر السبق في التنافس القادم على الريادة العالمية، فكلما زاد الاستثمار في رأس المال البشري كلما زاد الدخل سواء على مستوى المجتمع أو مستوى الفرد.

للأسف أن هناك قيادات مؤثرة تعد الاستثمار في رأس البشري استهلاك !!!!!!

الاستثمار في رأس المال البشري يعد اليوم من أهم عناصر الإنتاج في الثورة الصناعية الرابعة المتمثلة في (الذكاء الاصطناعي )،  وقد أدركت الاقتصادات المتقدمة في العالم أنه السبيل إلى الاستدامة. تكمن في قدرة  رأس المال البشري  على إدارة وصناعة وتطوير المعرفة، ومن ثم التجديد والابتكار، و أثبتت العديد من الدراسات العلاقة بين النمو وبين الإنتاجية  يرتكز على تطور التقنية واستخداماتها في أي بلد.

لم تعد الوظائف الأساسية الاستخراج أو الصناعة تتم من خلال العنصر البشري  وأيديهم مباشرة ومن خلال  الأدوات التقليدية، بل أصبحت الآلات الإلكترونية والروبوتات تقوم بكثير من هذه الأعمال، وتصل دقتها إلى مراحل يصعب على اليد البشرية أن تقوم بها مع كثافة إنتاجية عالية، كونها تعمل (24ساعة) وعلى مدار (7ايام) في الأسبوع و لا تتعرض للإجهاد، و خرابها و تعطلها قليل إذا ما قورنت بغيرها  .

  العصر الصناعي  الذي يمر به العالم  يشهد اختراق التكنولوجيا للحياة الإنسانية كلها وتظهر الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، وblockchain، وتكنولوجيا النانو، والتكنولوجيا الحيوية، و"إنترنت" الأشياء، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والمركبات المستقلة، لتقودنا نحو تغييرات كبيرة في أنظمة الإنتاج والإدارة والحوكمة.

رؤية المملكة “2030" تركز على الاهتمام الرئيس بإحداث نقلة فعلية وتحولات استراتيجية تتناسب مع هذا العصر التقني، فالقيادة توكد على  أهمية تطوير الكوادر البشرية وأهمية الاستثمار الفعال في رأس المال البشري، كما توكد  على الاهتمام بالموارد البشرية وتدريبها حتى تكون قادرة على التعامل مع تقنيات الثورة الصناعية الرابعة  والتنافسية العالمية في كل المجالات .

فالتدريب وتطوير المهارات البشرية لم يعد مصنفا من ضمن النفقات الاستهلاكية، بل اصبح ضمن النفقات الرأسمالية  الأساسية التي تتحقق من خلالها عوائد  تفوق بكثير العوايد التقليدية التي كانت اهتمت تعتمد على عناصر محددة للدخل القومي والوطني .

في الختام ... الاستثمار في راس المال البشري يحتاج إلى :- 
١- قيادات تؤمن بالتدريب  والمؤتمرات وورش العمل باعتبارها استثمار حقيقي في تطوير  راس المال البشري  ، قيادات تدعم  وتحفز المبدعين بل حتى تشارك فيه، قيادات تعي ماذا يعني تنويع مصادر الدخل 

٢- موسسات تعليمية  قادرة على تصميم مناهج تحاكي ما يحتاجه الوطن من أبناؤه في العصر الحالي والمستقبل ، في ظل الثوابت وهذا ممكن في وجود جامعاتنا ومؤسسات تطوير وتقويم التعليم ثم إعداد كبيرة من الخبراء السعوديين بغض النظر عن شهادتهم وسنهم ، فكلما كان النظام التعليمي في آي دولة قادر على تخريج اجيال تملك مهارات عصرها كلما تقلصت البطالة وانخرطوا في الإنتاج ،  فكل عصر له مهارات تختلف عن غيره وهنا ابداع المؤسسات التعليمية وبالتالي التباهي بالنظام التعليمي الذي يعمل محليا بعقلية عالمية. 

٣- موسسات تدريبية قادرة على مساعدة موسسات القطاع العام على تحديد الاحتياجات التدريبية التي يتطلبها الوقت الحاضر ،  للاستثمار في راس المال البشري بشكل يتوافق مع عصر الثورة الصناعية الرابعة ، وعلى مدربين محترفين وشراكات عالمية مع موسسات متخصصة في الاستثمار في راس المال البشري.فالتدريب وتطوير المهارات البشرية لم يعد مصنفا من ضمن النفقات الاستهلاكية 
.
فكلما كانت هناك استراتيجيه تعليمية وتدريبية للعنصر البشري بشكل يتوافق مع المهارات التي يتطلبها الوقت الحالي ويحاكي المستقبل كلما طبقنا روية 2030 نحو تنويع مصادر دخلنا بعقول شباب وطننا 
وأصبح البترول جزء من هذه المصادر لا عمودها ...... والسلام ،،،،،،

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق