وقرار حكيم من ملك حكيم

الأديبة /جمال بنت عبدالله السعدي
رئيسة رواق أديبات ومثقفات المدينة المنورة

وأخيرا صدر القرار ، و  أسدل الستار،  وطويت ملفات جدل طال الخوض فيه بين مؤيد ومعارض بالليل والنهار ،  و احتدم النزاع بين محرم ومحلل ، وطال الشد والجذب في موضوع قيادة المرأة للسيارة في المملكة العربية السعودية لعقود  -وكان قد أعلنها ولاة امرنا من قبل أنها ليست الا شأنا  وقرارا مجتمعيا- تخضع لاستعداد المجتمع لتقبل الأمر حيث لا نص صريح بالتحريم وأن الأصل فيه الإباحة . 
واليوم  وقد اصبحت الحاجة ملحة لحل هذه القضية واصبح المجتمع مهيأ و جاهزا لاتخاذ هذا القرار  .
 كان لا بد من  ملك الحزم برؤيته الثاقبة ومواقفه الحاسمة - وماكان قرار ولاة الأمر إلا بعد تبصر وتلمس لحاجة المجتمع الملحة- لمواجهة تغيرات العصر وما تبع ذلك من التزامات  ونفقات أسرية ومشكلات تواجه الأسرة السعودية ، خاصة مع  استمرار أزمة المواصلات واستقطاع السائقين الوافدين لحصة لا بأس بها من دخل الإسرة شهريا . 
بالإضافة لما ينضوي عليه الأمر من نفقات اضافية تلزم الأسرة بتأمين سكن للسائق من ناحية ، و من ناحية أخرى قضية التحويلات المادية الضخمة التي يحولها هؤلاء السائقين لبلدانهم .
فاستقبلت نساء بلادنا  بعظيم التقدير والامتنان قرار ولي الأمر حفظه الله تعالى الذي لا يتوانى عن إصدار القرارات  الجريئة التي فيها مصلحة الوطن والمواطن وخاصة ما فيه تمكين المرأة من أخذ حقوقها كاملة وفق الضوابط الشرعية والقواعد النظامية تقديرا لها واعترافا بأهليتها  وهي الشريكة في بناء الوطن صنو الرجل في شتى الميادين   . 
ستقود المرأة في بلادنا سيارتها وستلتزم بالقوانين والأنظمة وستكون مثالا للانضباط والقيادة بأخلاق تربت عليها . وسيكون الرجل لها أخا وإبنا وحاميا و حارسا من أي متعد على  ممارسة حقها كإنسانة وكمواطنة كاملة الأهلية .
شكرا خادم الحرمين الشريفين ملك الحزم والعزم 
وشكرا ولي العهد الأمين صاحب الرؤية التي نستبشر بها كل الخير ، ونتطلع لبلوغها معا رجالا ونساء ، لغد أفضل لنا ولأجيالنا القادمة ، لتبقى بلادنا عزيزة منيعة تتصدر  قائمة الدول المتقدمة اقتصاديا وحضاريا و علميا .
حفظ الله بلادنا و ولاة امرنا وأدامهم لنا ذخرا وفخرا.

صدى الحجاز / جنى ياسين