بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الخميس, 24 يونيو 2021 08:13 صباحًا 0 399 0
حدائق السلام..
حدائق السلام..

حدائق السلام

بقلم / بشرى الحافظ - كاتبة ومؤلفة

كيف تُختار الأزهار من الحدائق ؟! وكيف تُقطف ؟! ومن ذا الذي يقطفها بعناية كي لاتذبل سريعا ؟!
ثم تُؤخذ تلك الأزهار للزينة أو تقدم كهدايا في باقات مختلفة !
إن لرقة الورد رسائل اللطف والمحبة ، 
وقد تعبر عن الامتنان .
للورد ذلك الجمال الأخاذ الذي يأسر الناظرين ، ولبتلاته تلك اللمسة المخملية التي تداعب 
الشعور بدفء !
وفي الحياة يمتلك البعض أناقة فكر ؛ تجعله ينتقي كلماته كما تقطف تلك الأزهار !
فنجد كلماته تترك أثرا نديا في نفوس السامعين ؛ بل وقد تعبق بعطر تتنتشي منه الروح المنهكة ، ويبقى لطف أثرها ، حتى أنه قد يغسل شوائب كدر عالق في أعماق الأيام !
وفي الوجه الآخر هناك من لايحسن اختيار عباراته !وربما يتعمد أن يسيء لغيره بكلمات موجعة ، قد تكسر شعور الآخرين ، وقد توخزهم بألم يبقى كندب السنين !
إن أقدار الله الكونية أن الحياة متقلبة ، فالحزن زائر يمر على الجميع ، قد يكون عابرا على البعض ، وقد يبقى لفترة عند من اختار الله لهم استمراره لحكم جليلة ! وهو ديدن الدنيا إذ لم ولن تصفو دائما !
فلمَ يُضاف إلى ثِقَل الحزن وهن الكلمات الجارحة !
كان ذلك التوجيه من علامات الإيمان إذ ورد في الحديث : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ! )
كيف يكون المؤمن سببا لتهشم أحدهم من الداخل ، دون أن يقصد !
لسنا معصومين ! ولكن من بعد توفيق الله 
ثم حسن الخلق ، احتسابا للأجر ورفعة ورقيا ، أن تُجمل الألفاظ بحسن القول ، أن نعي وقع مايقال على غيرنا ، كما أثره علينا ، أن تنعكس أناقة الفكر على الجوارح ، كيف لا وهو منهج رباني أخبر به الذي لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ، صلى الله عليه وسلم إذ قال : ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده )
إن التأني في اختيار المنطوق يدرب النفس على عذب الكلام ، خاصة إن احتسبنا الأجر من الله : ( الكلمة الطيبة صدقة ).

تأمُّل :
ليكن وقع كلماتنا كالمطر والزهر .. 
وصورة للجمال في حدائق السلام في الأرض !

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق