بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الثلاثاء, 26 مايو 2020 11:53 صباحًا 0 565 0
ريان عادل: الأخبار الكاذبة هي أداة من أهم أدوات الحروب في وقتنا الحالي ...
ريان عادل: الأخبار الكاذبة هي أداة من أهم أدوات الحروب في وقتنا الحالي ...

ريان عادل: الأخبار الكاذبة هي أداة من أهم أدوات الحروب في وقتنا الحالي


أجرت الحوار الإعلامية: أمجاد الرجبي - صحيفة صدى الحجاز


إن فعالية وسائل التواصل الإجتماعي في ربط وتواصل الأفراد مع بعضهم البعض، وسرعة نقل المعلومات بينهم، وسهولة استخدامها، وما تتميز به من خدمات وخصائص بسيطة وميسرة، إلا أنها شكلت بيئة خصبة لزرع  الشائعات وانتشارها على نطاق واسع، فالشائعات تعد من أشد الأمراض والأوبئة التي تفتك بالمجتمع، إذا استقرت به وأخذت تتكاثر، كما أنها سلاح يُستخدم في تحطيم الروح المعنوية لدى الفرد، ويزعزع آمن المجتمعات واستقرارها، و لمِا لاحظناه بالآونة الآخيرة من انتشار شاسع للإشاعات المفبركة في ظل جائحة كورونا كوفيد ١٩ التي نسأل الله عز وجل أن يكشفها عنا بلطفه ورحمته؛ أجرينا هذا الحوار المثري مع الأستاذ : ريان عادل ؛ مهندس شبكات وكاتب صحفي تقني في عدة صحف ومؤسس شبكة هيئة مكافحة الشائعات.

وطلبناه في البداية : أستاذ ريان حدثنا عن بداية "مشروعك شبكة هيئة مكافحة الشائعات وكيف بدأت "*؟

كانت بداية المشروع بهاشتاق يسمى "#لا_للإشاعات" كإجتهاد شخصي  من خلال الحساب الشخصي، وتكونت الفكرة ودرسناها وقررنا بعدها بدء مشروع باسم مشروع مكافحة الشائعات في جميع شبكات التواصل الاجتماعية ، ونجحنا وحالياً عمر شبكة هيئة مكافحة الإشاعات الآن أكثر من 7 سنوات ، بدأنا في سبتمبر 2012م في تويتر والفيس بوك والآن على جميع الشبكات بالإضافة إلى أرقام مخصصة للواتساب.

ثم سألناه برأيك ماهي أسباب كثرة إنتشار الشائعات في وسائل التواصل الإجتماعية، وما هو دوركم في التصدي لها*؟

في البداية يجب نفرق بين الإعلام القديم والجديد لأن أغلب مجتمعنا يُعتبر من جيل الإعلام القديم المتلقي فقط للخبر من اتجاه واحد؛ ومع إنتشار شبكات التواصل الإجتماعية تويتر وواتساب مؤخرًا أصبح بيد أي شخص متصل بالإنترنت لأول مرة فرصة المشاركة بالخبر وأن لا يكون متلقي فقط بل مرسل دون التأكد من مصدر الرسالة التي وصلته ، وللأسف هناك فئة تريد وضع السم بالعسل ونشر الفوضى واستغلال عاطفة المجتمع لأهداف خاصة من شأنها نشر الفوضى والفتنة في المجتمع وهي الأكثر تأثيراً لاستخدامها واستغلالها تلك العاطفة ، لكن بكل تأكيد المجتمع وشبكات التواصل الإجتماعية لايتحملون مسؤولية إنتشار الشائعات وحدهم لأن أحد أهم أسباب انتشارها هو تأخر بعض الإعلاميين من مكان الحدث أو المتحدثيين الرسميين عن إصدار التصريحات الرسمية في الوقت المناسب وقد تأتي المعلومة الصحيحة ولكن متأخرة بعد أن تكون  الأجواء قد تسممت بمعلومات فاسدة وهذه من أكبر العوائق التي تُصادفنا مما يجعل التصدي للتصحيح أمراً بالغ الصعوبة خصوصا أن تجاهل الشائعة هو أحد أكبر أسباب انتشارها في عالم شبكات التواصل الإجتماعية لأن الشائعة لا تموت إلا بمواجهتها والرد عليها بوقت ذروتها ولاحظنا في الكثير من الأحيان أن بعض الإعلاميين لا يعرفون المغزى ما عنده من خبر  أو مدى حاجة المواطن إليه ولأنه غالبا في بيئة عمل مشبعة بالمعلومات ويفترض أن ما لديه موجود بالبديهة لدى الجميع .
وللأسف هناك ما يقارب ال 40% من الشائعات التي لا يتم الرد عليها رسمياً من المتحدثين من بعض الجهات الرسمية ؛ ولهذا نقوم بعملنا التحقق من مصادر تلك الشائعات وأغلب مصادرها يكون من مواقع عربية تقوم بنشر أوامر ملكية كاذبة لأغراض خاصة وأيضا قمنا بعملنا بالتبليغ عنها لوزارة الإعلام لطلب حجبها وقدمنا لهم جميع معلومات أصحاب تلك المواقع وأيضا هناك بعض من الدول التي تعتمد على شبكات ممولة توظف للإضرار بأمن وسلامة دول أخرى وتستهدف تجييش الرأي العام الدولي وجمعيات حقوق الإنسان ضدها، وللأسف هناك عدة منظمات حقوقية دولية وقنوات أخبارية عالمية يقال أنها "مستقلة" لكنها تتجاوب مع تلك الشائعات وتستخدم مثل تلك الأخبار الشائعة دون التحقق منها ولا تتحرى الدقة فيما تنشر وتستند إليها في صياغة تقاريرها، وهذا الشيء يُعتبر مادة إعلامية دسمة لبعض الصحف الأجنبية المتعطشة لأخبار غير كاملة ليتم استغلالها لأهداف خاصة .


 استاذي هل توصلتم لمعرفة من يقف وراء إنتشار الشائعات وترويجها* ؟


أغلب مصادر الشائعات كان بسبب ظاهرة الحسابات الإخبارية في تويتر، ومؤخراً انتقلت حُمى نشر الشائعات من الصحف الإلكترونية إلى ما يسمى الحسابات الإخبارية على تويتر وبعض "المصدرجية" وهو مصطلح يطلق على الحسابات الشخصية التي تعتبر أن من واجبها  نقل الخبر كسبق صحفي سواء كان حقيقيًا أم كاذبا طمعا بالريتويت. وللأسف، بعض تلك الحسابات تعود إلى إعلاميين وصحفيين ضمن الإعلام القديم وقد لاحظنا وجود مواقع عربية تقوم بين الحين والحين  بنشر أوامر ملكية كاذبة لأغراض وأهداف خاصة ونقوم بعملنا بالتصدي لها بالتعاون مع وزارة الإعلام بالتبليغ عنها وطلب حجبها.


*ياترى ماهو الأثر السلبي لهذه الشائعات على المجتمع* ؟

مع أزمة فيروس كورونا١٩ أصبح نشر الشائعات أخطر من الفيروس نفسه لأنها قد تسبب في تهيئة المجتمع إلى حالة من الهستيريا الجماعية ، وإثارة الرأي العام وخلق بلبلة والذعر والرعب ، نعم الأخبار الكاذبة موجودة منذ وقت طويل جدا، مع  بدايات الصحافة الصفراء في الماضي ، لكن الشبكات الإجتماعية والواتساب ساهما بشكل كبير  في تغذيتها وجعلها يومية قد تسبب التسمم للمجتمع.

*وكيف يمكن السيطرة على تفشي الشائعات بالمجتمع والحد منها* ؟

بختصار :"تحقق ، دع الإشاعة تقف عندك، تأكد وأنشر الحقيقة ".


*ولكن، كيف للشخص أن يتأكد من الرسالة والمعلومة التي وصلت له عبر هاتفه إن كانت صحيحة من عدمه* ؟


للأسف هنالك نسبة كبيرة تقرأ العنوان فقط ولاتقرأ المحتوى بالذات في الشبكات الإجتماعية ، والبعض يعتقد أن تكون أولاً أهم  من أن تكون صحيحاً ، وأيضا قد يساهم الإعلام التلفزيوني أحيانا في دعم الشائعات والأكاذيب كما يفعل بعض مُعدي الأخبار الذين يُركزون في تغطيتهم وكتابة قصصهم الإخبارية من الشبكات الإجتماعية على ماهو شائع (Trends) في تويتر ، فالترند في تويتر لا يعكس بالضرورة ماهو الواقع "قد يكون واقع مدفوع " أو ساخر . لذلك قد لا يعبر عن الرأي العام بالضرورة . 
وبحسب دراسة حديثة "أكثر الناس تصديقا ومشاركة للأخبار الكاذبة هم الناس الذين لديهم خلفيات عقائدية متشددة أو لديهم إيمان بنظريات المؤامرة ".


*هل بنصيحة منك لكل من ينشر معلومة ورسالة وصلته دون التأكد منها*؟


الأخبار الكاذبة هي أداة من أهم أدوات الحروب في وقتنا الحالي ، والتي تحتاج إلى مجتمع واعي يكشف زيفها ، ويستطيع كشف أجندتها ونشر الحقيقة ، #كلنا _مسؤول ويداً بيد نستطيع أن نحمي الوطن .


ختاما أعزائي القراء وعزيزاتي القارئات أذكركم بقول الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) سورة الحجرات
 
فأمر الله بالتبين و التثبت، لأنه لا يحل للمسلم أن يبث خبرا دون أن يكون متأكدا من صحته.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق