بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الثلاثاء, 07 ابرايل 2020 05:28 صباحًا 0 351 0
الاستعداد لمواجهة الأزمات والمخاطر (جائحة كورونا ) نموذج
الاستعداد لمواجهة الأزمات والمخاطر (جائحة كورونا ) نموذج

الاستعداد لمواجهة الأزمات والمخاطر 
               ( جائحة كورونا  ) نموذج


الكاتب/ د.. فيصل معيض السميري ( الطموح)


المخاطر والأزمات ارتبطت بالخليفة من عهد سيدنا ادام علية السلام حتى يومنا هذا ، والبشر تتكيف في كل عصر  لمواجهتها من خلال الإمكانات الموجودة ، فالأمراض والأوبئة والفيضانات والسيول والزلازل والبراكين والحروب وغيرها عرفت منذ بدء الخلق على الارض .

الله سبحانه وتعالى عاقب قوم نوح بالفيضان وأنجى سبحانه سيدنا نوح ومن آمن معه ولكن بعد أن أمرهم سبحانه بإعداد العدة من خلال صناعة السفينة  وكان قومه يسخرون منه في ارض قاحلة يصنع فيها سفينة ، ويدل ذلك على عدم وعيهم بأن من خلقهم من عدم قادر على أن يبيدهم بالغرق وهذا ما حصل بالفعل .

منذ القرن السابع عشر بعد ظهور الآلة البخارية وبداية عصر الصناعة ( الياقات الزرقاء ) حتى القرن العشرين وبداية القرن  الحالي ( الواحد والعشرين )  طغت العولمة بعد تبنيها  الاقتصاد واستخدام (It) اداة لها والقانون حاضنتها ، واستغلال  سرعة تنقل الانسان بين المدن والدول والقارات  وكذا زيادة استخدام الفضاء الرقمي في انتقال الأفكار  ثم حركة وانتقال الأشياء بين الدول بسهولة غير معهودة ودون قيود ، دون النظر إلى ما تشكله من أزمات ومخاطر على الكون والبشرية باعتبارها قد تكون مولدة أو نافلة وهذا ما حصل مع فيروس كورونا المستجد (COVID-19).

عام 1979 صدرت رواية  " المنصة "  للكاتب الأمريكي ستيفن كينج  تحدثت الرواية عن إنفلونزا قاتلة تمحو معظم الحضارات البشرية ، ومنذ ذلك اليوم كان يُعتقد حدوثه في أي يوم من الأيام حتى وصل إلينا اليوم ، وأكد ستيفن كينج أن المرض وبائي ولم يكن احد مستعد حقا ، وهذا أكثر شئ مخيف ، وقد كشف ظهور (جائحة كورونا)   وانتقالها بين المدن والدول بسهولة  عدم الاستعداد لمواجهة المخاطر والأزمات مع وجود الحروب البيولوجية ، وقتل التخطيط الاستراتيجي بحثا واستشراف المستقبل حديثا ولكن بشكل نظري لا تطبيقي .

مع ظهور الثورة الصناعية قبل خمسة قرون تقريبًا والعالم والتاريخ يمضي في تلهف للتقدم من أجل الثروات المعرفية والتقنية وغيرها  وعزز ذلك مفهوم القوة عند الانسان العصري ودولته حتى صَدٌق كثيرون مايلي :- 
١- ان الطبيعة تحت السيطرة. 
٢- الكواكب قيد الاستثمار .
٣- بقية المجرات قيد الاكتشاف .
٤- لم يكاد يذكر إلا بشي قليل أن مسار التقدم المتسارع قد يرسم في الوقت نفسه الطريق إلى الفناء.
٥- ولم يعِ العالم أن منطق التدمير  قد يكمن في منطق التدبير.

لذا نجد أن وسائل التنقل والتواصل المتنوعة الحديثة هي ذاتها التي جعلت العدو الخفي كورونا المستجد ( COVID-19) قادرا على التجول من بلدة أو مدينة أو قارة لأخرى  ومن دولة لأخرى خلال دقايق أو ساعات أو أيام ، و أصبح الانسان محجوز في المنزل فيما جميع الكائنات الأخرى تتجول بحرية وراحة بال وأصبحت تفكر أن البشرية انقرضت من على سطح الأرض . 

  الأسلحة الفتاكة التي تبتكر وتتراكم هنا وهناك  وتتسابق الدول في صناعتها والحصول عليها ، لم تعد قادرة على حماية الشعوب  ، وكل ما يحتاجه البشر في عزلتهم والابتعاد عن الوباء أشياء وقائية وعلاجية  بسيطة جدًا منها :- 
١- اللقاحات والمعقمات والكمامات .
٢- اجهزة تنفس وما تيسر من غذاء .
٣- سرير في مستشفى إذا استدعت إلحاحه .
٤- كادر طبي .
والجميع يطلب هذه الأشياء دون فروقات معتبرة بين شعوب ودول ومجتمعات تعد متقدمه ومتحضرة  وأخريات تحاول التنمية ومغالبة التخلف ، حين نرى  ولي عهد بريطانيا ورئيس الوزراء ووزير الصحة وغيرهم من السياسيين والقيادات في العالم  محجورين مثلهم مثل بقية الناس في كافة ارجاء العالم والذي تجاوزت الإصابة على مستوى العالم خلال كتابة هذا المقال مليون ومائتي وأربعة وسبعون الف وتجاوزت الوفيات سبعون الف واقترب المتعافين من ثلاثمائة الف شخص نجد أن الجميع سواسية في التصدي لهذا الوباء أو المعالجة منه بغض النظر عن مركزه وشخصيته .

في الختام .... بينت أزمة جائحة كورونا ( COVID -19) منذ أن بدأت في بلد الصناعة الصين قبل أربعة اشهر و بقي العالم ينقل الأخبار عن الصين دون يستعد  لمواجهة هذا الوباء والذي لا يحتاج  الاستعداد إلى طائرو أو صاروخ أو قنبلة وإنما إلى كمام ومعقم وجهاز تنفس وغذاء عجزت أغلب الدول عن توفيرها  وهي تنافس وتتسابق  على انتاج  الأسلحة التي تبيد البشرية ، دون أن تستعد للحد والتصدي للأزمات والمخاطر الناتجة عن الأوبئة أو بعض الأسلحة البيولوجية ومنها جائحة فيروس كورونا  ونحن في زمن الذكاء الاصطناعي والذي يمكن أن يوظف في جمع المعلومات وتوظيفها  ،وأخيرا الشكر والامتنان للكوادر الطبية التي تصدت  بشجاعة  لهذا الوباء و كانت محل تقدير واحترام الجميع   .... والسلام،،،،،،،

الرياض الاثنين 2020/4/6

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق