بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الأحد, 10 مارس 2019 09:44 مساءً 0 513 0
خلافات الآباء..ثمنها الأبناء
خلافات الآباء..ثمنها الأبناء
خلافات الآباء..ثمنها الأبناء

 خلافات الآباء..ثمنها الأبناء

الكاتب/ عبدالرزاق سليمان 


ظاهرة لم تعد قليلة أو نادرة تفشت وملأت الأرض انتشارا أصواتهم طعنات في صدور فلذات الأكباد .. نتائجها قتل لآمالهم بآلامهم وتدمير لحياتهم وإدخالهم في أنفاق مظلمة معتمة . 
خلافات بنيت على حب النفس والتعالي على الآخر ومحاولة الكسب معنويا والهروب من ظنون شيطانية يودعها في النفوس لتتحرك معها المشاعر ويدفع ثمنها أطفال أبرياء . 
خلافات الآباء دليل على عدم وعيهم وإدراكهم لمعنى الحياة الصحيح .. يعيشون في غابات متخيلة رسمتها الظنون متأثرة بقصة أو رواية أو مسلسل .. بعيدة عن كل ما يمت إلى الحقيقة بصلة .
 الحياة ميدان فسيح واسع فيه جوانب كثيرة منها المشرق ومنها المظلم من وقف في الجوانب المعتمة رأى الحياة بصورة بشعة اشمأزت لها نفسه واتخذ نفسه مقاتلا أو مفترسا كي يشعر بانتصارات ويتخلص من وساوس شيطانية توحي له بانهزاميته وضعفه .. وليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب .
الحياة جميلة بتقلباتها وتنوع شكلها وأنماطها والتعايش معها في جميع حالاتها يحتاج إلى مهارة فلسفية تتناسب مع التقلبات المختلفة داخل أروقة البيت . 
جميل حينما يرى الزوجان  الحياة الزوجية حديقة غناء تتنوع فيها الزهور والأشجار والثمار ولا تخلو من تساقط لبعض الأشواك على الطريق من أغصان الأشجار والزهور فحين ترى شوكة ساقطة تذكر الثمرة التي أنتجتها ذات الشجرة واستمتعت بها ولا تزال . 
ليعيش الأبناء حياة ماتعة بعيدة عن الضجيج والآلام المختلفة على الآباء أن يصنعوا سعادتهم ويرسموا أجمل ما في حياتهم متجاهلين ما يجدونه في طريقهم بين الحين والآخر . 
الحياة ليست لعبة يستمتع بها الطرفان لحظة أو فترة ثم يتجاوزونها للعبة أخرى .. هي ميدان غرس لأجمل القيم والمباديء وصناعة لأجمل اللحظات والذكريات .
الأسرة أعظم الميادين التربوية تبدأ صياغة الميدان وصناعته من تربية الأبوين لأنفسهم ومعرفة كل منهم بدوره في الحياة والقيام به على أكمل وجه وأحسن صورة .
وتكتمل الأسرة بعدم مطالبة كل من الأبوين بكامل حقه فليعف وليصفح كل منهما عن التقصير الناتج من الطرف الآخر فليس من صفات الإنسان الكمال بل سمة من أعظم سماته النقص والتقصير .
تفاقم الخلافات بين الآباء يدفع ثمنه الأبناء ويهدم أمالا وطموحات وإبداعا .. ويبعد عقولهم عن التركيز في مهامه .. ويصرفهم عن الاستمتاع بحياتهم .. ويقلل دورهم وشأنهم في الحياة .. ويعيق تقدمهم ويوقف تفكيرهم الإبداعي .
حياة الأبناء في يد آبائهم . إن أحسنوا حياكتها وصياغتها أثمرت وأنتجت جيلا مثابرا قويا مدركا لدوره في بناء الجيل مساهما في نهضة وطنه وقومه ..
وإن أساء الآباء صناعة حياة فلذات أكبادهم خسروا حياتهم وحياة أولادهم وفقدوا دورهم وقدموا للمجتمع جيلا ضعيفا هزيلا أو سلبيا لا يقدر على تقويم نفسه فضلا عن نفع المجتمع والآخرين .

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق