بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الخميس, 18 مارس 2021 05:41 مساءً 0 672 0
(دعوة الأم مغاليق الشر مفاتيح الخير )
(دعوة الأم مغاليق الشر مفاتيح الخير )

(دعوة الأم مغاليق الشر مفاتيح الخير )


خميس مشيط - الراوي / فلاح بن هادي الوتيد 


قصص من واقع (التاريخ) يسردها علينا الراوي - الاستاذ - فلاح بن هادي الوتيد  الشهراني. 
هذه القصة أحداثها وقعت قبل بداية توحيد المملكة على يد المؤسس طيب الله ثراه وقت الخوف والنهب وسطوة قطاع الطرق واللصوص .
كان رجلًا يتكسب من النهب والسلب وقد أعطاه الله القوة والحيلة حيث يباغت الناس على حين غرة ويستولي على مايملكون تحت تهديد السلاح .
تناقلت الركبان جرائمه والعرب يخططون لقتله او القبض عليه والكمين تلو الأخر ولم يتمكنون منه .
ذات يوم لمحه على غرةً منه أحد السبور والعساسة فقام في حينه بإبلاغ الشيخ بمكان ووجهة هذا المجرم الذي يتربص بأهل الحلال يتحين الفرصة للانقضاض عليه ونهبه .
فوراً جمع الشيخ فرسان وشباب قبيلته  وذبح لهم شاة حائل من أطيب حلاله وبعد اجتماعهم . قال:- ياربعي العلم لكم خير عشاكم الليلة كرامة الرجال إللي يواجه (فلان) ويقوم بقتله وفك الناس من أذاه ، فلم يجيبه أحد !  عاد يحث ربعه بعد أن جمع عصيب الذبيحة . ومعنى (العصيب) هو أطيب ما في الذبيحة من الشحم ولسان الكبد وأطيب اللحم .
وقال يالربع :- هذا العصيب ومعه البادر كامل للبطل الذي ينذر نفسه لمواجهة هذا الحنشل . 
لم يجيبه أحد ! كرر عليهم الطلب ولا أحد يجيبه .
كان في مجلس الشيخ بين الحضور شاباً درويشا يتيم الأب ضعيف البنية وليس له في دنياه إلا أمه وكان باراً بها ولا يعصي لها أمراً ونتيجة الفقر وقلة الزاد طمع هذا الدرويش في (لحمة البادر)  يريد أطعامها امه الجائعة المحرومة دون أدنى تفكير في عواقب الأمور ! 
رفع يده للشيخ وقال:- أنا من ينطح قاطع الطريق ولي العصيب وتعطيني البادر أعشيها أمي !
تجاهله الشيخ اكثر من مرة وكرر نخوة من في مجلسه ولم يستجيب له إلا هذا الشاب  .
فقال الشيخ:-  عاهدني بالله يافلان بأن تواجه هذا المجرم غداً تحيا أو تموت ! فعاهده فأعطاه العصيب واكرمه بأطيب الذبيحة وأعطاه البادر قسماً لأمه .
(وعلى عادة العرب شرب فنجال الخصم ولكن بشرط ان يكون الخصم نداً أو وراءه ثأر )، أما أهل (النهب والسلب واللصوص فتضع العرب لهم مكافأة أو قيمة من مال أو غيرة ).
غادر الشاب المجلس ومن فيه وذهب إلى والدته وفي يده بادر الذبيحة ، فلما أقبل عليها .قال أبشري يا أمي بالعشاء . فسألته أمه وهي مفجوعة . من أين لك هذا ومن يعطيك البادر ؟ 
فاجبها/ أعطاني إياه شيخ القبيلة وقطعت على نفسي عهداً بالله سأوفي بما عاهدت الله عليه !
 عرفت الأم أن الأمر جلل وأن من وراء هذه العطية كارثة ! وأخذت ليلها تبكي وتعاتب ابنها .
حان الموعد وخرج الابن في السحور وأخذ موقعه في طريق المعتدي .
وهيهات (أن يهزم العصفور قوة النسر ) أنهارت الأم ولكنها لم تيأس من روح الله وقامت ليلها تبتهل إلى الله بالدعاء لحفظ وحماية أبنها وتختم دعائها وتقول(اللهم أنك تعلم أن أبني نذر نفسه ليطعمني اللهم أكف أبني شره بما شئت  وارسل على عدوه جنداً من جندك) .
وصل الدريويش وبيده (شلفاه) يتحرى المصير  أما الموت أوالنصر .
وماهي إلا وهلة ووصل قاطع الطريق وأصبح في مرمى الهدف . وفجأة وبعزة الله نزل هذا المجرم ومعه سلاحة وعنان فرسه بيده لصخرة أعلاها ملزم ماء . وعندما مد يده ليرتوي وإذا بثعبان أسود يلتوي على يمناه وهو يصيح بأعلى صوته ويقاوم ولكن ماهي إلا دقائق معدودة وقد فارق الحياة مسموماً واذا بالثعبان ميتاً بجواره .
فرح هذا الشاب الدرويش بنصر الله له فأخذ الفرس وتحزم بالسلاح غنيمة له ورفع الجنازة على ظهر الفرس وما أضحى النهار الا وصاحبنا يحمل جنازة أخطر اللصوص في زمانه  ! والجميع ينظر اليه بذهول واستغراب .
الخلاصة:- عاش هذا الشاب باقي حياته كريماً عزيزاً في قومه بفضل الله ثم بره لأمه ودعواتها له .

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق