بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الأثنين, 08 مارس 2021 02:47 مساءً 1 483 0
هي والتحديات ..
هي والتحديات ..

هي والتحديات ..


تحت شعار  اختر أن تتحدى- ChooseToChallenge - يأتي  اليوم العالمي للمرأة لهذا العام ٢٠٢١  ليواصل مسيرة طويلة  واجهت خلالها المرأة العديد من التحديات والصعوبات و التي اجتازتها عبر عقود عديدة  وما تزال؛ لتثبت  للعالم الذي انتقص من كفاءتها  ؛ و شكك بقدراتها؛ و سخر من طموحاتها؛ و قلل من شأنها كثيرا ؛ و انحرف بتعامله معها عن حقيقة كونها كائن بشري كامل الأهلية ؛وله من القدرات والامكانيات ما يؤهلها لشغل أدوارًا هامة في الحياة ؛غير ما تصوره لنا السينما والإعلام و دور الأزياء . 
وقد علت الأصوات  المطالبة بحقوق المرأة ؛و نظمت الكثير من المبادرات للمساواة بين الجنسين؛ وفتح المجالات أمامها لتحتل مكانتها  اللائقة بها و لتساهم بدورها في التنمية الحضارية والاقتصادية والعلمية لبلادها وللعالم أجمع.
رغم أن التاريخ يشهد لنساء قادت دولا عبر التاريخ كنفرتيتي وبلقيس وكليوباترا و زنوبيا  وحديثا الملكة اليزابيث و تاتشر وميركل ..   ولنساء عاشت عصرها الذهبي في بداية الدعوة الاسلامية وسجلت فيها بطولاتها  خلال عصورها الذهبية حيث تمتعت بمكانة عالية ولها مساهمة مشهودة بنشر الدعوة كالسيدة خديجة بنت  خويلد وعائشة بنت ابي بكر الصديق وأسماء بنت أبو بكر وأم ياسر وغيرها رضي الله عنهم جميعا  . 
ولطالما برزت شخصيات نسائية  مؤخرا من العديد من دول العالم في الكثير من المجالات  السياسية و الحيوية  والعلمية   و بصفة أكثر تحديدا المرأة العربية عامة والسعودية بصفة خاصة التي لم تحلْ التقاليد والعادات دون شق طريقها وإثبات وجودها في المجالات التي كانت متاحة سابقا كما في قطاع الصحة والتعليم والادارة ..  وصولا لتميزها في العديد من الميادين  اليوم بعد أن منحتها حكومتنا الرشيدة في هذا  العهد الميمون  المزيد من فرص التمكين ،وشرعت القوانين و فتحت أمامها العديد من المجالات ، مما أهلها لبلوغ أعلى المناصب وصولا إلى دخولها  مجال الأجهزة الأمنية والعسكرية ، لتأخذ دورها في حماية الوطن و بنائه كشريك لأخيها الرجل ...
ومع  ما لهذا كله من أهمية قصوى .. ينبغى ألا نقلل من شأن  دور المرأة التي لم تؤهلها خبراتها  أو تمكنها ظروفها من العمل خارج المنزل ؛ أو  التي آثرت المكوث في البيت لرعاية أسرتها و تربية أبنائها و تنشئة الأجيال التي ستواصل مسيرة البناء وهي مسلحة بالقيم والأخلاق ،  والولاء لوطنها ولأمتها معتزة بهويتها وانتمائها..   فالأدوار متكاملة ومنسجمة  ؛ و تحديات المرأة داخل البيت وخارجه لا تنتهي حتى تبدأ من جديد في نقطة ما لا تقل شأنا عن غيرها . 
و أذكر  في هذا السياق اللوحة التي انتشرت مؤخرا  للطالب الهندي في الصف الثامن و الذي قال له والده أن أمه لا تعمل فرسم بريشته أكثر من مهنة و وظيفة تقوم بها الأم  يوميا و التي حسب الأب أنها لا تعمل  في مشهد قد يغيب عن أنظار الكثيرين ، فيما بعض الدول تدفع راتبا شهريا للأم التي تمكث في بيتها لرعاية اطفالها حتى سن معينة ، ومنها من يمنحها إجازات مدفوعة لتقوم بواجباتها كأم لتعتني بأطفالها .
مطالبتنا بالمساواة و حقوق المرأة  بالعمل و ضرورة تمكينها من فرص بناء ذاتها وتحقيق طموحاتها  ، يجب ألا تكون على حساب واجبات أسرتها و بيتها و خاصة أولادها -إن لم يكن لها من حاجة للعمل - خاصة عند مرحلة الطفولة المبكرة حيث يكون الأطفال  بأشد الحاجة للأم  .. لقربها وعطفها وحنانها وتربيتها و رعايتها بدلا من رعاية الخادمات اللاتي لن تبالي  بالتوجيه والتربية والتعليم  فضلا عن القيام بالمهام المنزلية و ضغط  العمل  الذي لا يخفى على منصف . 
الأدوار متكاملة والانصاف حق و الوطن بحاجة لكل الأدوار  . 
وكل عام والمرأة شريكة حياة و عنصر  بناء داخل البيت و خارجه  . 


الكاتبة /جمال بنت عبد الله السعدي - المدينة المنورة

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق